روائع مختارة | روضة الدعاة | تاريخ وحضارة | طارق بن زياد فاتح الأندلس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > تاريخ وحضارة > طارق بن زياد فاتح الأندلس


  طارق بن زياد فاتح الأندلس
     عدد مرات المشاهدة: 3077        عدد مرات الإرسال: 0

طارق بن زياد قائد عسكري مسلم وُلد في المغرب الأوسط، وقاد الفتح الإسلامي لشبة الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 و718م بأمر من موسى بن نصير وإلى إفريقيا في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.

يُنسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لأسبانيا، وإليه أيضًا يُنسب جبل طارق وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية غزوه للأندلس، كما يُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حدٍ سواء، وتُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة.

إختلف المؤرخون حول أصول طارق بن زياد، فمنهم من قال أنَّه عربي، ومنهم من قال أنَّه بربري أمازيغي، وآخرون قالوا إنَّه فارسي، لكن يغلب الظن أنه أمازيغي، وهو الشائع بين الناس.

كذلك إختلف المؤرخون حول نهاية هذا الرجل وكيف كانت، ومن المعروف أنَّه عاد إلى دمشق بصحبة موسى بن نصير بعد أن إستدعاهما الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقيل إنَّ سبب ذلك هو خلافٌ وقع بينهما واحتدّ، وفي جميع الأحوال فقد عُزل كلٌ منهما عن منصبه، وأمضى طارق بن زياد أواخر أيَّامه في دمشق إلى أن وافته المنيَّة سنة 720م.

ترك طارق بن زياد إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاء شبه الجزيرة الأيبيريَّة تحت حكم المسلمين زهاء 8 قرون، وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين أُطلق اسمه على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة وبالأخص في المغرب العربي.

¤ فتح الأندلس:

كان الحلم الأكبر الذي يراود طارق بن زياد هو إجتياز الماء إلى الجهة الأخرى وإجتياح أسبانيا، التي كانت تحت حكم ملك القوط لذريق، وكان حاكم سحبة يناصب لذريق هذا العداء، ولهذا قام بإلاتصال بطارق بن زياد وموسى بن نصير وأخذ يحثهما على غزو أسبانيا مبديا إستعداده لمساعدتهما.

وبعد مراسلات مع الخليفة في الشام وافق الخليفة على ذلك، وقاد طارق بن زياد جيش المسلمين وإجتاز المضيق الذي يفصل بين شمال أفريقيا وأوروبا، والذي أصبح يعرف فيما بعد باسمه -مضيق طارق بن زياد- والتقى الجمعان بالقرب من نهر لكه، ووقف طارق بن زياد يومها أمام جنوده وألقى خطبته المشهورة: أيها الناس أين المفرّ؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر.. وإني لم أحذِّركم أمراً أنا عنه بنجوة.. واعلموا إنكم إن صبرتم على الأشقّ قليلاً استمتعتم بالأرفة الألذّ طويلاً.. وإن حملتُ فاحملوا وإن وقفت فقفوا، ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال، ألا وإني عامد إلى طاغيتهم بحيث لا أتهيبه حتى أخالطه أو أُقتَلَ دونه، فإن قتِلتُ فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وتولّوا الدبر لعدوّكم فتبدّدوا بين قتيل وأسير.

بعدها هجم المسلمون على جيش القوط فدبّ الرعب في قلوبهم، أما قائدهم لذريق فلمحه طارق بن زياد وصوّب رمحه نحوه وأرداه قتيلاً يتخبّط في دمائه التي صبغت لون النهر، وعندها صاح طارق بن زياد: قتلت الطاغية.. قتلت لذريق..

وبعد هذه المعركة صارت الطريق ممهدة أمام المسلمين لفتح البلاد، وفتح طارق المدن الأسبانية واحدة تلو الأخرى، لكنه إحتاج إلى المدد فكاتب موسى بن نصير قائلاً: إن الأمم قد تداعت علينا من كل ناحية فالغوث الغوث.

سارع موسى بن نصير ووصل الأندلس على رأس جيش قوامه 18 ألف مقاتل من العرب والبربر وذلك سنة 712، واتحد الجيش مع جيش طارق بن زياد، حيث خاض الجيش الموحد معركة وادي موسى التي هزم المسلمون فيها جموع القوط ودانت لهم بعد هذا النصر الأندلس كلها.

¤ وفــــــاته:

توجه طارق بن زياد بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس.

ولما وصلا طبريا في فلسطين، طلب منهما سليمان ولي العهد التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت، لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق، وبسبب هذا غضب عليهما سليمان، لأنه كان يريد أن ينسب الفتح والغنائم لنفسه.

وعندما تولّى سليمان الخلافة، عزل موسى وأولاده، وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى الذي شارك في فتح الأندلس، أما طارق بن زياد جالب النصر والغنائم فأهمِلَ وبقي بدون شأن ومات فقيراً سنة 720 م.

عانى طارق بن زياد من الظلم والحبس عند موسى بن نصير، فحسب أن العدل عند الخليفة الوليد.. لهذا توجه إلى الشام. ولكن بعد وصوله مع موسى بن نصير إلى دمشق، مات الخليفة بعد أربعين يوماً، وتسلّم السلطة وليّ العهد الذي كان يتوعدهما، والذي انتقم من كليهما.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.